البدعة
تعريف البدعة في اللغة: بدع الشيء يبدعه وابتدعه: أنشأه وبدأه.
والبديع والبدع: الشيء يكون أولا في التنزيل: { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ } (1) أي ما كنت أول من أرسل، وقد أرسل قبلي رسل كثيرا. (2)
البدعة شرعا: عبارة عن طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبّد لله سبحانه.(3)
قال شيخ الإسلام رحمه الله (4):البدعة في الدين هي ما لم يشرعه الله ورسوله، وهو ما لم يأمر به أمر إيجاب ولا استحباب.
ذم البدعة وسوء منقلب أصحابها(5) لأسباب نذكر منها:1- أن الشريعة جاءت كاملة: لا تحتمل الزيادة ولا نقصان، لأن الله تعالى قال {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ(6) نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }(7)
وفي حديث العرباض بن سارية: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله إن هذه موعظة
مودع، فما تعهد إلينا؟ قال: (( قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي
وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضّوا عليها بالنواجذ..))81)
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى أتى ببيان جميع ما يحتاج إليه في أمر الدين والدنيا، وهذا لا مخالف عليه من أهل السنة .
فإن كان كذلك فالمبتدع إنما محصول قوله بلسان حاله أو مقاله:
إن الشريعة لم تتم وإنه بقي منها أشياء يجب أو يستحب استدراكها، لأنه لو كان معتقدا لكمالها وتمامها من كل وجه لم يبتدع ولا استدرك عليها، وقال هذا ضال عن الصراط المستقيم.