الأرائك الاسلامية
خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن ) 15751604157815871580161
الأرائك الاسلامية
خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن ) 15751604157815871580161
الأرائك الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى إسلامي, فيه كل ما يهم الأمة الإسلامية, مواضيع دينيه, فتاوي شرعيه, أحكام فقهيه, كتب دينيه, فيديوهات إسلاميه .تاريخ أسلامي, تفسير قرأن
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالمصحف الشريفالالعاب

 

 خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن )

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
كليمات
المدير العام
المدير العام
كليمات


الدولة : ام الدنيا
عدد المساهمات : 3126
الموقع : منتدي الارائك الاسلامية
العمل/الترفيه : نشر دين الله

منتديات الأرائك
احترام قوانين المنتدي: 100 / 100

خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن ) Empty
مُساهمةموضوع: خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن )   خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن ) I_icon_minitimeالأحد 02 يناير 2011, 3:35 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




ملخص
الخطبة


1- عظمة
صنع الله لمخلوقاته
المبثوثة حول الإنسان. 2- دعوة للتفكر
في مخلوقات الله الدالة على عظمة الخالق.
3- دورة الرياح والمطر وعجائب خلق الله.


الخطبة
الأولى


أما بعد:


أوصيكم ونفسي بتقوى الله، ولزوم طاعته، فتلك وصية الله
للأولين والآخرين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن
تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنياً حميداً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][النساء:131].



أيها المسلمون: ويقلب العقلاء أفئدتهم وأبصارهم في ملكوت
الله العظيم فيزيدهم ذلك إيمانا بعظمة الخالق، ودقة الصانع: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن
في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التى تجرى في البحر بما ينفع
الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا بها الأرض بعد موتها وبث فيها من كل
دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][البقرة:164].



ويتأمل المختصون بعلوم البحار في عالم البحار، وقاع
المحيطات فيرون في اختلاف مياهها ملوحة أو عذوبة، حرارة أو برودة وأنواعا من
الحيتان تختلف أشكالها، وطعومها، وأحجامها، وخلقا آخر، وجواهر، ودررا لا يحيط بها
إلا من خلق وهو اللطيف الخبير.


فمن أقام بين البحرين حاجزا، وجعل بينهما برزخا
وحجرا محجورا؟ ومن أزجى الفلك وسيرها على ظهره وأجرى الرياح وسخرها ليبتغي الناس
من فضله؟ أوليس الله رب العالمين …
فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومن
آياته الجوار في البحر كالأعلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن
يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أو
يوبقهن بما كسبوا ويعفو عن كثير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][الشورى:32-34].



ويقرأ العالمون بالفلك ويرى غيرهم في عالم السماء كيف
رفع الله السبع الشداد بلا عمد، وجعل فيها أنواعا من المخلوقات لا يعلمها إلا
الله، وأودع فيها من الغيوب والأرزاق ما اختص الله بعلمه، وينزل للناس في حينه
بقدر، ويبصر الناس، كل الناس، كيف زين الله السماء الدنيا بمصابيح يهتدي بها
المسافرون، ويرجم بها الشياطين، وجعل للنجوم مواقع، وللشمس والقمر منازل بها يستدل
الحاسبون، ويعرف الناس الأزمان والشهور .. ترى من أجراها على الدوام وسخرها، وأغطش
ليلها وأخرج ضحاها؟ إنه الله الولي الحميد.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قل
أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم
بضياء أفلا تسمعون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قل
أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم
بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومن
رحمته جعل لكم اليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][القصص:71-73].



ويح أولئك الذين لا يشكرون، وما أكثر الذين هم بنعم ربهم
غافلون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الذي
خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر فهل ترى من فطور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ثم
ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][الملك:3-5].



أيها المسلمون: ويبحث علماء الجغرافيا أو الجيولوجيا في
طبقات الأرض العلوية أو السفلية، فيرون مختلف الجبال وأنواع الصخور، فهذه جدد بيض
وتلك حمر مختلف ألوانها، وثالثة غرابيب سود، ويلفت نظرهم قمم الجبال العالية وبطون
الأودية السحيقة، وبين هذا وذاك تنبت أنواع من النباتات وتنتشر أنواع من
الحيوانات، وإذا اعتدل الهواء في المناطق المتوسطة باتت قمم الجبال العالية
السوداء بيضاء من الثلوج النازلة، وفى حين تنعدم الحياة في المناطق الاستوائية
لشدة الحرارة .... ترى من قدر لهذه وتلك قدرها .. وهل في إمكان البشر أن ينقلوا جو
هذه إلى تلك أو العكس ... أو يبعثوا الحياة في الأرض الميتة..؟!


كلا بل هو الله العلي القدير، ويدرك العالمون أكثر
من غيرهم أن جوف الأرض يحتفظ بأنواع من المياه الجوفية تختلف في مخزونها، وفى
مذاقها، وقربها أو بعدها، فمن يمسك البنيان إذ يبنى على ظهر الماء؟ ومن يمنع الأرض
أن تتحول إلى طوفان بطغيان الماء في أعلاها وأسفلها إلا الله الذي أنزل من السماء
ماء بقدر فأسكنه في الأرض، وهو القادر على أن يذهب به متى يشاء.


وعلى سطح البسيطة تنتشر أنواع من البشر، تختلف في
ألوانها وألسنتها، وتختلف في عوائدها وطرائق حياتها، فمن بثها وبعث الحياة فيها
وألهم كل نفس فجورها وتقواها؟ إنه الله يعرفه ويخشاه العالمون، ولا يكفر به إلا
الظالمون المعاندون.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ألم
تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها ومن الجبال جدد
بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومن
الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك إنما يخشى الله من عباده العلماء إن
الله عزيز غفور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][فاطر:27-28].



إخوة الإيمان: ودلائل الإيمان تبدو للإنسان نفسه حتى وإن
كان أميا، وهو يتأمل في نفسه، ويبصر عظمة الخلق فيها، كيف خلقها الله ابتداء من
ماء مهين، ثم كانت بهذا الشكل القويم، وأدوع فيها من أسرار الخلق ما يعجز الطب عن
كنهه، ويبقى الأطباء في حيرة منه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم
إلا قليلاً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الإسراء:85].



وهذا نموذج للإعجاز والتحدي.


ترى من يرعى دقات قلب المرء في حال اليقظة والنوم؟ وأقرب
الناس إليه لا يملك من أمره شيئا، بل وهل يملك الإنسان نفسه التصرف في حركة التنفس؟
فيتنفس متى يشاء، ويوقف أنفاسه إذا لم يشاء، ألم يرى الإنسان كيف يدخل الطعام
مدخلا ثم يخرجه الله مخرجا آخر؟ أله في ذلك قدرة وشأن؟ وما حيلته لو اختنق النفس
أو احتبس البول؟ كم في جسم الإنسان من جهاز وطاقة؟ وكم فيه من أعضاء وخلية؟ أيملك
التصرف بشيء منها؟ وصدق الله وهو أصدق القائلين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وفي
أنفسكم أفلا تبصرون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهو القائل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لقد
خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][التين:4].



إن القرآن يا عباد الله كتاب مفتوح للتأمل في ذات
الإنسان وفي ملكوت الله، وخلقه الآخر، وكم تلفت آيات القرآن النظر للتأمل والعبرة،
وتدعو للتفكر، وتشنع على العقول الخاملة، والقلوب الميتة، وكم في القرآن من مثل
ودعوة ..... وكم من مثل قوله تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أفلا
تفكرون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أفلا
تذكرون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أفلا
تعقلون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أفلا
تؤمنون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]...



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فإنها
لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][الحج:46].



فهل يزداد المسلم إيمانا حين يتلو آيات القرآن؟ وهل
يتعاظم الإيمان في قلبه حين يطلق لفكره وقلبه التأمل في مخلوقات الله العظام؟


إن العلم يدعو إلى الإيمان، وإن دلائل القرآن تؤكد نبوة
محمد عليه الصلاة والسلام، فمن أين لمحمد الأمي أن يخبر عن حركات الأمواج في
الظلمات في البحار اللجية، ويقول للناس: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أو
كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا
أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][النور:40].



ترى أركب البحر محمد صلى الله عليه وسلم، أم توفر له في
حينه ما توفر في عالم اليوم من الغواصات والآلات؟ كلا إن هو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إلا
وحي يوحى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][النجم:4].



بل ومن أين لمحمد صلى الله عليه وسلم الذي عاش في بيئة
يقل فيها العلم، وينتشر فيها الجهل أن يخبر عن أطوار خلق الجنين في بطن أمه، كما
قال تعالى :[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث ذلكم الله
ربكم له الملك لا إله إلا هو فانى تصرفون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][الزمر:6].



وإذا لم يعلم محمد صلى الله عليه وسلم بهذه الظلمات قبل
تعليم الله إياه، أفتراه يعلم أو يقول من ذات نفسه عن خلق الإنسان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ثم
جعلناه نطفة في قرار مكين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ثم
خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً
ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][المؤمنون:12-14].



ترى هل مارس محمد صلى الله عليه وسلم الطب أم كان على
صلة بالأطباء، وهل كان الأطباء حينها يعلمون ذلك؟ كلا، بل هو كما قال تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وما
كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بل
هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][العنكبوت:48-49].



نفعني الله وإياكم بهدي الكتاب وسنة الحبيب المصطفى صلى
الله عليه وسلم





الخطبة
الثانية


الحمد لله رب العالمين، أعطى كل شىء خلقه ثم هدى، وأشهد
أن لا إله إلا ألله وحده لاشريك له، أمات وأحيا، وخلق الزوجين من نطفة إذا تمنى،
أمسك السموات والأرض أن تزولا، وأهلك عاد الأولى، وثمود فما أبقى، والمؤتفكة أهوى،
فغشاها ما غشى، فبأى آلاء ربك تتمارى...


وأشهد أن محمد عبده ورسوله أنزل الله عليه من البينات
والهدى ما تخشع له الصخور الصم، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وإن
من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما
يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]... اللهم
صل وسلم عليه وعلى سائر االنبيين.


عباد الله: ويجد المتدبر لكتاب الله ألواناً من المواعظ
والعبر، تدعوه إلى الإيمان إن كان في بحثه صادقا، وتثبت إيمانه وتزيده إن كان من
قبل مؤمنا، وقل أن يستفيد من وقفات القرآن من يهذه هذّ الشعر أو يقرؤه كما يقرأ
الكتاب أو الجريدة، كحال من يحفظون القرآن وهم لا يفقهون منه شيئا ..


إن أثر القرآن عظيم في النفوس حين تقشعر منه
الجلود، ثم تلين له القلوب، وإن مواعظه وعبره أكثر من أن تحصى حين يقرأ بتأمل
وتدبر... وحسبنا في هذه الوقفة أن نذكر بمنهج القرآن في تثبيت الإيمان من خلال
دلائل الكون في الأنفس والآفاق، ومن عظمة القرآن أن تبقى مواعظه صالحة نافعة في كل
زمان ومكان، أبى الله أن يبلى كتابه، أو يخلق من كثرة الترداد على تعاقب الأجيال.


وإليكم نموذجا يلفت فيه ربنا تبارك وتعالى أنظارنا من
خلال آي القرآن إلى التأمل والاعتبار، في مشاهد تتكرر في كل آن، ونراها رأي
العيان، ومع ذلك فقد نغفل عنها كثيرا، أو لا تدعونا لمزيد من الإيمان ... للجهل
بها أو لكثرة إلفها، أو لثباتها، علما بأن في ثباتها واستمرارها دليلا على بقاء
موجدها على الدوام.


تأملوا الحدث واستلهموا العبرة، وجددوا الإيمان، يقول
تبارك وتعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ألم
ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكناً ثم جعلنا الشمس عليه دليلاً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ثم
قبضناه إلينا قبضاً يسيراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهو
الذي جعل لكم الليل لباساً والنوم سباتاً وجعل النهار نشوراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهو
الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهوراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لنحيي
به بلدة ميتاً ونسقيه مما خلقنا أنعاماً وأناسي كثيراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولقد
صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفوراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولو
شئنا لبعثنا في كل قرية نذيراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فلا
تطع الكافرون وجاهدهم به جهاداً كبيراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهو
الذي مرج البحرين هذا عذاب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخاً وحجراً محجوراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهو
الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ويعبدون
من دون الله ما لاينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][الفرقان:54-55].



قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآيات: من
هاهنا شرع سبحانه وتعالى في بيان الأدلة الدالة على وجوده وقدرته التامة على خلق
الأشياء المختلفة والمتضادة.


ونقل عن ابن عباس وابن عمر وغيرهم أن المقصود
بالظل في الآية هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ولو شاء لجعله ساكنا، أي
مستمرا، ولولا أن الشمس تطلع عليه لما عرف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ثم
جعلنا الشمس عليه دليلاً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ثم يقبض
الله الظل حتى لايبقى منه في الأرض إلا ما كان تحت سقف أو شجرة ( تفسير ابن كثير
عند آيات الفرقان ).


يقول صاحب الظلال: هذا التوجيه إلى تلك الظاهرة
التي نراها كل يوم، ونمر بها غافلين هو طرف من منهج القرآن في استحياء الكون دائما
في ضمائرنا، وفى إحياء شعورنا بالكون من حولنا، وفي تحريك خوامد إحساسنا التي
أفقدها طول الإلفة إيقاع المشاهد الكونية العجيبة، وطرف من ربط العقول والقلوب
بهذا الكون الهائل العجيب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


أيها المسلمون، كم في إرسال الرياح وإنزال المطر من آية
تدل على أن مرسلها ومنزل المطر بعدها واحد قادر، والرياح كما يقول العلماء أنواع
في صفات كثيرة من التسخير:


فمنها ما يثير السحاب، ومنها ما يحمله، ومنها ما
يسوقه، ومنها ما يكون بين يدي السحاب مبشرا، ومنها ما يكون قبل ذلك تقم الأرض،
ومنها ما يلقح السحاب ليمطر، وإلى ذلك أشار ربنا في قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهو
الذي أرسل الرياح بشراً بين يدي رحمته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][الفرقان:48].
وآيات غيرها في القرآن كثير.


فإذا أنزل الله المطر أحيا به الأرض، روى عكرمة
قال: ما أنزل الله من السماء قطرة إلا أنبتت بها في الأرض عشبة، أو في البحر
لؤلؤة.


ومع هذه القدرة البالغة، فلله القدرة كذلك على
تصريفه من مكان لآخر، وسقى هذه الأرض أو البلد دون تلك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولقد
صرفناه بينهم ليذكروا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].



قال ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم: ليس عام
بأكثر مطر من عام، ولكن الله يصرفه كيف يشاء، ثم قرأ هذه الآية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لقد
صرفناه بينهم ليذكروا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]والقدرة
هنا مذكرة بالقدرة على إحياء الموتى بعد أن كانت عظاما ورفاتا، أو ليذكر من مُنع
المطر أنما أصابه ذلك بذنب أصابه، فيقلع عما هو فيه... كذا نقل الحافظ ابن كثير
رحمه الله في معنى الذكرى هنا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


عباد الله:


ومن ماء السماء إلى ماء الأرض يقص علينا القرآن
عجائب قدرة الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهو
الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فالحلو
منها كالأنهار والعيون والآبار، قاله ابن جريج واختاره ابن جرير، وقال ابن كثير:
وهذا المعنى لا شك فيه فإنه ليس في الوجود بحر ساكن وهو عذب فرات ..


أما الملح الأجاج فهو هذه البحار والمحيطات
الكبيرة في المشارق والمغارب، وهذه البحار حين أراد الله أن تكون ساكنة لا تجري،
بل تتلاطم أمواجها وتضطرب، أو يحصل فيها المد والجزر بقدرة الله وهي ثابتة في
أماكنها ... حين أراد الله لهذه المياه الغامرة لجزء كبير من سطح الأرض أن تكون
بذلك القدر، وله الحكمة البالغة، أن تكون مياهاً مالحة... أتدرون لماذا؟


قال أهل العلم: خلقها الله مالحة لئلا يحصل بسبها
نتن الهواء فيفسد الوجود بذلك، ولئلا تجوى الأرض بما يموت فيها من الحيوان، ولما
كان ماؤها ملحا كان هواؤها صحيحا وميتتها طيبة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] .. أليس ذلك تقدير العزيز العليم؟


بل قيل في حكمة الله وتقديره لعدم اختلاط البحرين:
أن مجاري الأنهار غالبا أعلى من سطح البحر، ومن ثم فإن النهر العذب هو الذي يصب في
البحر الملح، ولا يقع العكس إلا نادرا، وبهذا التقدير الدقيق لا يطغى البحر، وهو
أضخم وأغزر، على النهر الذي منه الحياة للناس والأنعام والنبات، فتبارك الله أحسن
الخالقين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].


أيها المسلمون، وثمة ماء ثالث هو أعجب من ماء السماء
وماء البحر .. إنه ماء الحياة .. إنه الماء المهين الذي ينشأ منه البشر أجمعون،
وتنتشر فيه الحياة والأحياء، وتأملوا القدرة الإلهية في قوله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وهو
الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فالمخلوق
في ابتداء أمره ولد نسيب، ثم يتزوج فيصير صهرا، ثم يصير له أصهار وأختان وأقرباء
... وكل ذلك من ماء مهين...


تلكم من عجائب قدرة الله ... وتلكم أدلة على وحدانية
الله .. ألا وإن فيها بواعث للإيمان واليقين لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو
شهيد. . .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elaraek.yoo7.com
كليمات
المدير العام
المدير العام
كليمات


الدولة : ام الدنيا
عدد المساهمات : 3126
الموقع : منتدي الارائك الاسلامية
العمل/الترفيه : نشر دين الله

منتديات الأرائك
احترام قوانين المنتدي: 100 / 100

خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن )   خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن ) I_icon_minitimeالأحد 02 يناير 2011, 5:51 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elaraek.yoo7.com
عبير الحرية
الشخصيات الهامة
الشخصيات الهامة
عبير الحرية


الدولة : مصر
عدد المساهمات : 100

خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن )   خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن ) I_icon_minitimeالخميس 19 مايو 2011, 8:56 am

41
17
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كليمات
المدير العام
المدير العام
كليمات


الدولة : ام الدنيا
عدد المساهمات : 3126
الموقع : منتدي الارائك الاسلامية
العمل/الترفيه : نشر دين الله

منتديات الأرائك
احترام قوانين المنتدي: 100 / 100

خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن )   خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن ) I_icon_minitimeالخميس 19 مايو 2011, 10:38 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elaraek.yoo7.com
 
خطبة بعنوان ( دلائل الايمان في القرأن )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة بعنوان الايمان بالله
» خطبة بعنوان ( القرأن العظيم )
» خطبة بعنوان ( الملائكة )
» خطبة بعنوان ( التدين )
» خطبة بعنوان ( البركة )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأرائك الاسلامية :: الاسلاميات :: قسم الخطب المكتوبة-
انتقل الى: