الأرائك الاسلامية
خطبة بعنوان  ( التحول من الكفر إلى الإيمان ) 15751604157815871580161
الأرائك الاسلامية
خطبة بعنوان  ( التحول من الكفر إلى الإيمان ) 15751604157815871580161
الأرائك الاسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى إسلامي, فيه كل ما يهم الأمة الإسلامية, مواضيع دينيه, فتاوي شرعيه, أحكام فقهيه, كتب دينيه, فيديوهات إسلاميه .تاريخ أسلامي, تفسير قرأن
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالمصحف الشريفالالعاب

 

 خطبة بعنوان ( التحول من الكفر إلى الإيمان )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
كليمات
المدير العام
المدير العام
كليمات


الدولة : ام الدنيا
عدد المساهمات : 3126
الموقع : منتدي الارائك الاسلامية
العمل/الترفيه : نشر دين الله

منتديات الأرائك
احترام قوانين المنتدي: 100 / 100

خطبة بعنوان  ( التحول من الكفر إلى الإيمان ) Empty
مُساهمةموضوع: خطبة بعنوان ( التحول من الكفر إلى الإيمان )   خطبة بعنوان  ( التحول من الكفر إلى الإيمان ) I_icon_minitimeالأحد 02 يناير 2011, 2:47 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




ملخص الخطبة


1 ـ أهمية التغيير وصعوبته. 2 ـ أثر الإيمان
عندما يحل في القلوب. 3 ـ نظرة في بعض
القصص لرؤية أثر الإيمان في النفس
الإنسانية.


الخطبة الأولى


أما بعد:


فإن إصلاح الفرد أو الجماعة أو الشعوب لا
يجيء جزافاً ولا يتحقق عفواً، وإن الأمم لا تنهض من كبوة ولا تقوى من ضعف
ولا ترتقي من هبوط إلا بعد تربية أصيلة حقة وتغيير نفسي عميق الجذور، يحول الهمود
فيها إلى حركة، والغفوة إلى صحوة، والركود إلى يقظة، والفتور إلى عزيمة. تغيير
يحول الوجهة والأخلاق والميول والعادات. سنة قائمة من سنن الله تعالى في الكون
وردت في القرآن الكريم في عبارة وجيزة بليغة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِنَّ
اللَّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الرعد:11]. ولكن هذا التغيير أمر ليس بالهين اليسير، إنه عبء
ثقيل تنوء به الكواهل، لأن الإنسان مخلوق مركب معقد. لهذا فإنه من أصعب الصعب
تغيير نفسه أو قلبه أو فكره. ولذلك نجد أن التحكم في مياه نهر كبير أو تحويل
مجراه أو حفر الأرض أو نسف الصخور أسهل بكثير من تغيير النفوس وتقليب القلوب
والأفكار.


إن بناء المنشآت من مصانع ومدارس وسدود أمر
سهل ومقدور عليه، ولكن الأمر الشاق حقاً هو بناء الإنسان وتغيير فكره وقلبه،
الإنسان المتحكم في شهواته الذي يعطي الحياة كما يأخذ منها ويؤدي واجبه كما يطلب حقه،
الإنسان الذي يعرف الحق ويؤمن به ويدافع عنه، ويعرف الخير ويحبه للناس كما يحبه
لنفسه ويتحمل تبعته في إصلاح الفساد، والدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر والتضحية بالنفس والمال في سبيل الله، إن التغيير في هذا الإنسان أمر عسير
غير يسير، ولكننا نجد الإيمان حينما يتغلغل ويصل إلى سويداء القلوب نجده يفعل
الأعاجيب بصاحبه. فالإيمان هو الذي يهيئ النفوس لتقبل المبادئ مهما يكمن وراءها من
تكاليف وواجبات وتضحيات ومشقات وسب وشتم من الآخرين.


وهو العنصر الوحيد الذي يغير النفوس
تماماً بتوفيق الله وهدايته لأي شخص كان ويصبّه في قالب جديد ويغير أهدافه وطرقه
ووجهته وسلوكه وذوقه ومقاييسه التي كان عليها ،فلو عرفنا شخصاً واحداً في عهدين من
حياته، حياته الأولى الجاهلية وحياته الإيمانية _ لرأينا الثاني شخصاً غير الأول
تماماً لا يصل بينهما إلا الاسم أو النسب أو الشكل، وفي حديث سحرة فرعون الذين قص
الله قصتهم في القرآن الكريم عبرة وذكرى لمن أراد التدبر والاتعاظ. قال الله
تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فَأَلْقَىٰ
عَصَـٰهُ فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَنَزَعَ
يَدَهُ فَإِذَا هِىَ بَيْضَاء لِلنَّـٰظِرِينَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قَالَ
لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ عَلِيمٌ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يُرِيدُ
أَن يُخْرِجَكُمْ مّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قَالُواْ
أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَٱبْعَثْ فِى ٱلْمَدَائِنِ حَـٰشِرِينَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يَأْتُوكَ
بِكُلّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فَجُمِعَ
ٱلسَّحَرَةُ لِمِيقَـٰتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَقِيلَ
لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُمْ مُّجْتَمِعُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لَعَلَّنَا
نَتَّبِعُ ٱلسَّحَرَةَ إِن كَانُواْ هُمُ ٱلْغَـٰلِبِينَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فَلَمَّا
جَاء ٱلسَّحَرَةُ قَالُواْ لِفِرْعَوْنَ أَإِنَّ لَنَا لاَجْراً إِن كُنَّا نَحْنُ
ٱلْغَـٰلِبِينَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قَالَ
نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذاً لَّمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قَالَ
لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَا أَنتُمْ مُّلْقُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فَأَلْقَوْاْ
حِبَـٰلَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُواْ بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ
ٱلْغَـٰلِبُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فَأَلْقَىٰ
مُوسَىٰ عَصَـٰهُ فَإِذَا هِىَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فَأُلْقِىَ
ٱلسَّحَرَةُ سَـٰجِدِينَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قَالُواْ
آمَنَّا بِرَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]رَبّ
مُوسَىٰ وَهَـٰرُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قَالَ ءامَنتُمْ
لَهُ قَبْلَ أَنْ ءاذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِى عَلَّمَكُمُ
ٱلسّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لاقَطّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ
خِلاَفٍ وَلاَصَلّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قَالُواْ
لاَ ضَيْرَ إِنَّا إِلَىٰ رَبّنَا مُنقَلِبُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِنَّا
نَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَـٰيَـٰنَا أَن كُنَّا أَوَّلَ
ٱلْمُؤْمِنِينَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الشعراء:32-51].


وفي سورة طه قول الله تعالى عن تهديد فرعون
للسحرة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فَلاقَطّعَنَّ
أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مّنْ خِلاَفٍ وَلاصَلّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ
ٱلنَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَىٰ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قَالُواْ
لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءنَا مِنَ ٱلْبَيّنَـٰتِ وَٱلَّذِى فَطَرَنَا
فَٱقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِى هَـٰذِهِ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِنَّا
امَنَّا بِرَبّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَـٰيَـٰنَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ
مِنَ ٱلسّحْرِ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [طه:71-73].


نرى كيف تغيرت شخصياتهم؟ وكيف انقلبت
موازينهم؟ كيف تحولت أفكارهم وقلوبهم؟ كانت هممهم مشدودة إلى المال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِنَّ
لَنَا لاجْرًا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الأعراف:113]. وكانت آمالهم منوطة بفرعون حين أقسموا بعزته وَقَالُواْ
بِعِزَّةِ فِرْعَونَ إِنَّا لَنَحْنُ ٱلْغَـٰلِبُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الشعراء:44]. كان هذا منطقهم قبل أن يؤمنوا.


فلما ذاقوا حلاوة الإيمان كان جوابهم بالرغم
من التهديد والوعيد في بساطة ويقين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الُواْ
لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءنَا مِنَ ٱلْبَيّنَـٰتِ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [طه:72]. بعد أن كان همهم الدنيا صار همهم الآخرة لِيَغْفِرَ
لَنَا خَطَـٰيَـٰنَا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [طه:73]. وبعد أن كانوا يحلفون بعزة فرعون صاروا يحلفون بالله رب
العالمين الذي فطرهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَٱلَّذِى
فَطَرَنَا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تغير الاتجاه… تغير المنطق …
تغير السلوك… تغيرت الألفاظ، في لحظات أصبح القوم غير
القوم.


فمن أي شيء كان هذا التحول السريع والتغير
الفظيع؟! إنه الإيمان الذي وصل إلى الأعماق، وفي القصة القصيرة التي رواها الإمام
مسلم في صحيحه برهان مبين على مبلغ أثر الإيمان ،ذلك أن رجلاً كان ضيفاً على النبي
صلى الله عليه وسلم فأمر له بشاة فحلبت، فشرب حلابها، ثم أمر له بثانية فشرب
حلابها ثم بثالثة فرابعة… حتى شرب حلاب سبع شياه، وبات الرجل وتفتح
قلبه للإسلام فأصبح مسلماً، معلناً إيمانه بالله ورسوله، وأمر الرسول صلى الله
عليه وسلم له في الصباح بشاة فشرب حلابها ثم أخرى لم يستتمه، وهنا قال
الرسول صلى الله عليه وسلم كلمته المأثورة: ((إن المؤمن
ليشرب في معىً واحد، والكافر ليشرب في سبعة أمعاء))
. فيما بين يوم وليلة
استحال الرجل من شرهٍ ممعنٍ في الشبع، حريص على ملء بطنه إلى رجل قانع عفيف، ماذا
تغير فيه؟ إن الذي تغير فيه قلبه ليس اللحم والعظم، ولكنه ما بداخله، التحول من
الكفر إلى الإيمان، كان كافراً فأصبح مؤمناً، وهل هناك أسرع أثراً في النفوس من
الإيمان؟ إن السر معروف والسبب معلوم، ومرده هو إكسير الإيمان الذي ينقل النفوس
والأشخاص من حال إلى حال ومن وثنية إلى توحيد، ومن جاهلية إلى إسلام.


اللهم إنا نسألك إيماناً صادقاً ويقيناً
خالصاً وحلاوة إيمان تباشر قلوبنا.قال الله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَٱعْلَمُواْ
أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مّنَ ٱلاْمْرِ
لَعَنِتُّمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلاْيمَـٰنَ وَزَيَّنَهُ فِى
قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ
أُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلرشِدُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فَضْلاً
مّنَ ٱللَّهِ وَنِعْمَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [الحجرات:7-8].


الخطبة الثانية


الحمد لله الذي هدى عباده المؤمنين ووفقهم
لطاعته وحبب إليهم الإيمان وزينهم بزينة التقوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه
وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.


أما بعد:


فحسبنا مثلاً على الإيمان الصادق والتحول
الإيماني الفريد رجل وامرأة عرف أمرهما في الجاهلية وعرف أمرهما في الإسلام؟!
الرجل هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي نعرف عنه ونقرأ ما بلغ في الجاهلية قبل
إسلامه وحين انتقل من الجاهلية إلى الإسلام وتحرر عقله حتى بلغ به الأمر إلى أن
قطع شجرة الرضوان التي بايع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه يوم الحديبية تحتها
خشية أن يطول الزمن بالناس فيقدسوها. ويقف أمام الحجر الأسود بالكعبة فيقول: أيها
الحجر إني أقبلك وأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولو لا أني رأيت رسول الله يقبلك
ما قبلتك.


عمر رضي الله عنه يبلغ من سمو عاطفته ورقة
قلبه وخشيته لله ما ملأ صفحات التاريخ بآيات الرحمة الشاملة للمسلم وغير المسلم
وليس وحده بل حتى الحيوان _ حتى قال رضي الله عنه _ والله لو عثرت بغلة بشط الفرات
لرأيتني مسؤولاً عنها أمام الله … لِمَ لمْ أسوِّ لها الطريق؟. هذا هو الرجل
رضي الله عنه.


أما المرأة فهي الخنساء …
التي فقدت في الجاهلية أخاها لأبيها (صخراً ) فملأت الآفاق عليه بكاءً وعويلاً
وشعراً حزيناً، ومن شعرها قولها:



يذكرني طلوع الشمس
صخراً وأذكره بكل غروب شمس



ولو لا كثرة الباكين حــولي

على إخوانهم لقتلت نفسـي


ولكننا بعد إسلامها نراها امرأة أخرى …
نراها أُماً تقدم فلذات كبدها إلى الميدان، أي ميدان الموت راضية مطمئنة بل محرضة
دافعة لهم، روى المؤرخون أنها شهدت حرب القادسية بين المسلمين والفرس تحت راية
القائد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكان معها بنوها الأربعة. فجلست إليهم في
ليلة من الليالي الحاسمة، تعظهم وتحثهم على القتال والثبات وكان من قولها لهم: أي
بنيّ، إنكم أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والذي لا إله إلا هو إنكم لبنو رجل
واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم، ولا فضحت خالكم، ولا هجّنت حسبكم،
ولا غيّرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب
الكافرين واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية. والله تعالى يقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يَـأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [آل عمران:200]. فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى
قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائكم مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن
ساقها فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها، تظفروا بالغنم في دار الخلد…،
فلما أصبحوا باشروا القتال بقلوب فتية، وأنوف حمية، إذا فتر أحدهم ذكّره إخوته
وصية أمهم العجوز، فزأر كالليث وانطلق كالسهم، وظلوا كذلك حتى استشهدوا واحداً بعد
واحد.


وبلغ الأمَّ نَعْيُ الأربعة الأبطال في يوم
واحد، فلم تلطم خداً ولم تشق جيباً، ولكنها استقبلت الخبر بإيمان الصابرين، وصبر
المؤمنين وقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في
مستقر رحمته.


ما الذي تغير في عمر القديم وعمر الجديد؟.
وما الذي تغير في الخنساء الحزينة الباكية النائحة إلى خنساء الصبر والفداء
والتضحية؟ إنه الإيمان الصادق بالله عز وجل حيث تغيرا من حال إلى حال، وفي كل زمان
ومكان نجد رجالاً ونساءً كانوا يعيشون في الشر والفساد فأراد الله لهم الهداية
والتوفيق وعاشوا بقية حياتهم حياة إسلامية إيمانية غيرت تلك الحياة الأولى، وفي
زمننا هذا نجد من التائبين العائدين إلى الله رجالاً ونساءً، والفرق واضح لدى
الجميع بين حياتهم الأولى وما هم عليه الآن وذلك من فضل الله عليهم وهدايته للأخيار.



فيا عباد الله علينا بالتوبة الصادقة النصوح
لنتذوق حلاوة الإيمان وتتغير حالنا هذه إلى حال أفضل مما نحن عليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elaraek.yoo7.com
 
خطبة بعنوان ( التحول من الكفر إلى الإيمان )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خطبة بعنوان ( الكفر والتكفير )
» خطبة بعنوان الجن
» خطبة بعنوان اليقين
» خطبة بعنوان ( فضل التوحيد )
» خطبة بعنوان نعم الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأرائك الاسلامية :: الاسلاميات :: قسم الخطب المكتوبة-
انتقل الى: