في خطوات محددة تبشر بالأمل مع مطلع عام2011, بدأت الوزارات المختلفة في تنفيذ مشروعات جديدة تدر عائدا جديدا, وتعمل علي تنشيط الخدمات.
ففي المجال السياحي أكد السيد زهير جرانة وزير السياحة أن هذا القطاع سوف يشهد قفزة غير مسبوقة في2011, وأن أمير قطر سوف يقيم أربعة مشروعات في مصر, منها إنشاء مدينة سياحية متكاملة في منطقة شرم العرب بالغردقة, علي مساحة28 مليون متر, وسيتم ضخ ما بين6 و8 مليارات دولار لها, وسوف توفر400 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وتوقع جرانة في حديث لـالأهرام أن يشهد العام الجديد وصول عدد السياح إلي16 مليونا, وهناك خطة لرفع هذا العدد إلي22 مليونا عام2015, مشيرا إلي أن هناك عوامل عديدة تتحكم في حركة السياحة مثل المطارات, والبنية التحتية والطرق والتاكسيات, والمحال التجارية وغيرها.
وأوضح الوزير أن إقامة محطة الضبعة النووية لن تعوق خطة التنمية السياحية بالمنطقة, وأشار إلي أنه في فرنسا, علي سبيل المثال, نجد أن78% من الطاقة يتم توليدها من المحطات النووية الموجودة وسط تكتلات سكنية بلا أي مشكلات.
من ناحية أخري أكد المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة أنه سيجري اتخاذ مجموعة من الإجراءات للإسراع في زيادة معدلات التنمية والاستثمار والتشغيل, وإجراء تعديلات في تشريعات الاستيراد والتصدير لزيادة كفاءة الرقابة, وتطوير مراكز التدريب المهني, لتوفير العمالة المدربة وفقا لاحتياجات سوق العمل.
أما في مجالات الإنتاج الحربي فقد صرح سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربي لبرنامج كلام مسئول علي القناة الأولي بالتليفزيون المصري, بأنه يجري حاليا العمل في مجمع مبارك2, وسيتم الانتهاء منه عام2014, ومبارك3 للمتفجرات, وهذه المجمعات عبارة عن برنامج كبير يشمل مدينة كاملة للصناعات الحربية.
قطاع السياحة ركيزة أساسية في تنمية الاقتصاد القومي في مصر مدعوما بحضاراتها المتعاقبة وآثارها الخالدة وموقعها المتميز بين3 قارات, يتوجها جو معتدل صيفا وشتاء وشواطيء جميلة ومدن ساحلية ساحرة, مما يضعها في مصاف البلاد السياحية الممتازة ـ إن لم تكن في المقدمة.
توظيف تلك المقومات بنجاح بين عام مضي وآخر بدأ اليوم في خدمة الوطن يستعرض السيد زهير جرانة وزير السياحة في هذا الحوار:
بمناسبة بداية العام الجديد اليوم ماهي توقعاتك لقطاع السياحة, في عام2011 ؟!
جرانة: اتوقع أن يشهد العام الجديد مزيدا في اعداد السائحين ونأمل أن تصل إلي16 مليون سائح, ولدينا خطة للسنوات الخمس المقبلة للوصول إلي22 مليون سائح بحل
ول2015 رغم التحديات التي نتعامل معها بمنظومة متكاملة من خلال الحكومة بالتعاون مع الوزارات الأخري, فطموحاتنا كبيرة للارتقاء بهذا القطاع.
وهل توقعاتكم بناء علي ماحققتموه في برنامج الرئيس الانتخابي من حيث عدد السائحين والايرادات؟
برنامج الرئيس مبارك عام2005 اشتمل علي محددات بالنسبة لقطاع السياحة منها الوصول إلي14 مليون سائح في2011 و10,5 مليار دولار إيرادات و140 مليون ليلة سياحية و240 ألف غرفة سياحية ومليون و200 ألف فرصة عمل, وهذا ما تم تحقيقه قبل2011 بعام, بل إننا وصلنا في عام2008 إلي12,8 مليون سائح وحققنا إيرادات10 مليارات و980 مليون دولار. بالرغم من الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت العالم في شهر سبتمبر2008.
وكيف واجهتم الأزمة المالية العالمية؟
عندما حدثت هذه الأزمة وضربت مؤسسات وبنوكا عالمية أثر ذلك بالسلب علي السياحة في جميع أنحاء العالم وهو ما دفعنا لأن نضع خطة فورية للتعامل مع الأزمة وتعهدنا بالاستمرار في الخطة بعد انتهاء الأزمة.
وماهي الخطة وعما أثمرت من أهداف؟
جرانة: الخطة تضمنت تقوية الحملات الثنائية المشتركة مع وكلاء السفر والسياحة العالمية, علما بأن ما تستقبله مصر من سائحين بنسبة80% يأتي عن طريق برامج سياحية جاهزة من خلال وكلاء السفر, ووضعنا دراسات حول تغيير آليات السوق السياحي في تلك المرحلة وقررنا تنفيذ هذه الخطوات, ومنها تكثيف الرحلات التعريفية للصحافة المتخصصة العالمية ورحلات لوكلاء السفر المتعاملين معنا والوجود المستمر في المعارض الدولية والمؤتمرات وورش العمل الدولية في مختلف الدول, بالإضافة إلي تدعيم المطارات, والنتيجة كانت شديدة الايجابية, حيث أن أكثر الخبراء والمتخصصين في المجال السياحي, أكدوا أن السياحة في مصر سوف تنخفض بنحو20% علي الأقل ولكن الانخفاض جاء بنسبة2,3% من أرقام السائحين الوافدين و2,1% في الايرادات وفي عام2009 وصلنا إلي12 مليون سائح, وفي الايرادات إلي10 مليارات و760 مليون دولار وهي نتيجة مرضية بالنسبة لمدي قسوة هذه الأزمة علي دول كثيرة.
وهل تعافت السياحة من الأزمة نهائيا؟
الوزير: في يونيو2009 كانت نهاية الأزمة بالنسبة لمصر ولكن لم تعد الأنشطة الاقتصادية العالمية إلي معدلاتها الطبيعية, وكان يهمنا أن تعود الأنشطة العالمية إلي طبيتها لأن المواطن الأوروبي والأمريكي لديه التزامات أولية منها السكن والتعليم والصحة وغيرها, ثم يفكر في السياحة أو القيام برحلات خارجية فهل زادت الأرباح في الشركات العالمية لكي توزع علي العاملين بها ويستطيعوا السفر بحرية, هذا لم يحدث عندهم وبالتالي قلنا إن2010 ستكون سنة صعبة علي السياحة واستمرارنا في تكثيف الحملات التسويقية والترويجية والرحلات التعريفية واستطعنا بالفعل تحقيق نمو فوق17% في الاعداد الوافدة ونمو فوق15,8% بالنسبة للايرادات.
والحمد لله استطعنا أن نصل في2010 إلي أكثر من14,5 مليون سائح وهكذا حققنا ما وعدنا به قبل الميعاد بعام كامل.
مصر لديها امكانات سياحية عظيمة فهل تحصل مصر علي نصيبها العادل من حركة السياحة العالمية أم أنها تستحق اضعاف ما يصل إليها من سائحين؟
جرانة: بالطبع مصر تستحق أكثر من هذا العدد بكثير ولكن هناك عوامل كثيرة تدخل في صناعة السياحة, منها المطارات والطرق والبنية التحتية والسلوك والشوارع والتاكسيات والمحال التجارية, وغيرها كثير, ولذلك فاننا نعمل بكل جهدنا بالتعاون مع جميع الوزارات والهيئات المعنية والتي تصب في النهاية لمصلحة السياحة وبالتأكيد نحن في مصر شهدنا طفرات سياحية كبيرة لا يمكن أن نغفل عنها, ففي عام2006 كنا6 ملايين سائح واليوم فوق14 مليونا, مع الأخذ في الاعتبار توفير فرص عمل جديدة.
ما هو مشروعك وهدفك الذي تحرص علي تحقيقه؟
جرانة: مشروعي الذي يأخذ مني وقتا وجهدا كبيرا هو الاستثمار في العنصر البشري أي تدريب الكوادر العاملة في المجال السياحي حتي نصل بجودة الخدمات في الفنادق والمطاعم إلي أعلي المستويات العالمية وحتي نستطيع أن ننافس بصدق الأسواق العالمية.
تعرض أحد شواطئنا لحوادث سمكة القرش فما هو تأثيرها بالنسبة للحجوزات بشكل عام؟
جرانة: التناول الإعلامي في مصر كان شديد القسوة علينا وعلي السياحة في بلدنا ويجب عليه أن يتناول الموضوعات بشيء من التعقل وألا ينجرف وراء السبق الصحفي وذلك لأن الإعلام الغربي يأخذ من عندنا مثل هذه الأخبار والصور ويستخدمها ضدنا في أحوال كثيرة وتكون المشكلة لا تحتاج لمثل هذه الضجة, وبالنسبة لحادثة سمكة القرش في شرم الشيخ بالطبع أثرت علي الحجوزات إلي مصر ولكن بنسبة بسيطة حتي الآن ولم نرصد بعد إلغاءات كثيرة والحقيقة أننا تعاملنا مع الحادثة بكل موضوعية وبشكل علمي واستحضرنا خبراء أمريكيين لهم في هذا المجال خبرة كبيرة وانتهت أعمالهم بعد الحادث بأيام بسيطة لا تتعدي أسبوعا إلي أنه حدث تغيير في طبيعة ومناخ وحياة أسماك القرش في هذه المنطقة من البحر الأحمر ويعتبر ظاهرة غير طبيعية ولم يسمعوا بها من قبل وهي تتابع الحادثين في3 أيام ووصلوا إلي أن هناك سمكتين للقرش احدهما من فصيلة( اوشينك) والأخري من فصيلة( ماكو), وأضافوا أن الظروف التي من الممكن أن تغير في سلوك أسماك القرش هي بالضبط ما يحدث في البحر الأحمر, ومنها إلقاء مخلفات الخراف في البحرالأحمر, فأصبحت تطفو علي الماء وبالتالي اصبح القرش ينجذب إلي الشيء الطافي وليس في عمق البحر وكذلك دفء المياه في البحرالأحمر هذا العام أخرت من رحلات الهجرة الخاصة بالقروش والصيد الجائر ومراكب الغطس التي ترمي دماء في البحر لكي تجذب القرش ومن ثم يتم التصوير مع الغطاسين, وهذه هي الأسباب الرئيسية التي أدت إلي تغير سلوك أسماك القرش غير أن مثل هذه الحوادث قليلة جدا ولا ينبغي أن تتعامل معها بهذا القدر من المبالغة في الأعوام المائة الماضية حدث20 حادثة قرش فقط, غير أنني في التعامل مع الطبيعة لا يمكنني توقع المجهول مثل الزلازال ولكننا أعطينا توجيهاتنا الفورية ببدء تدريب100 فرد علي مراقبة القروش وكيفية التعامل معهم وسرعة الانقاذ وسيتم تدريبهم من خلال مجموعة من الخبراء الأجانب المتعاملين مع القروش.
حادثة القرش سيادة الوزير توصلنا إلي حوادث الطرق المتكررة في مصر وتأثير ذلك علي السياحة؟
جرانة: بالطبع لها تأثير سلبي علي السياحة وعلي الشكل العام للطرق في مصر, خاصة أن الإعلام الغربي أحيانا يزيد في تناول هذه الأخبار السلبية عن السياحة المصرية ولدي بعضهم مصالح من وراء هذا التشويه المتعمد ولكننا لا نقلل ابدا من بشاعة مثل هذه الحوادث علي المصريين والسائحين علي حد سواء, وفي وزارة السياحة أخذنا عدة إجراءات لمحاولة الحد من حوادث الطرق وقمنا بإعلان شركات السياحة, ومنها: تركيب محددات سرعة في أي اتوبيس بحد أقصي100 كيلومتر في الساعة. وجود5 وحدات متنقلة تعمل علي مراقبة الاتوبيسات وتغريم الشركة20 ألف جنيه في حالة عدم الالتزام بالسرعة المقررة. وضرورة تسجيل أسماء السائقين في الوزارة وإذا عمل السائق بدون تسجيل اسمه في الوزارة ستقوم شركته بدفع100 ألف جنيه غرامة وتدريب سائقي الاتوبيسات. ونظام تتبع وهو الـGPS وهو موجود في وزارة الداخلية وكذلك في وزارة السياحة بمعني أنه يتم مراقبة الاتوبيسات وإذا تم التقاطها يتم دفع غرامة أو انهاء الترخيص, وهذا النظام سيتم التعامل به بعد3 أشهر من الآن وسيطبق علي18 ألف اتوبيس سياحي تعمل في القطاع.
وماذا عن السياحة النيلية وسياحة اليخوت.. هل هي تنمو بمعدلات مرضية؟
جرانة: بالنسبة للسياحة النيلية كانت متعثرة منذ بداية العام وحتي الربع الأخير منه خاصة في القاهرة والصعيد ولكن منذ شهر سبتمبر2010 وصلت لمعدلاتها الطبيعية, ونحن نوليها إهتماما كبيرا خاصة وأن السياحة الثقافية تمثل20% من السياحة الوافدة إلينا. بالنسبة لسياحة اليخوت فهي تنمو بمعدلات قوية بما في ذلك زيادة في إنشاء المارينا الخاصة بها ويزورنا سنويا آلاف من اليخوت من مختلف العالم,
والفنادق التاريخية.. هل تلاقي ما تستحقه من اهتمام ورعاية؟
الوزير: تم صرف مليار و600 مليون جنيه علي تجديد العديد من فنادق مصر التاريخية وهو رقم مقبول جدا مثل تجديد ميناهاوس وونتر بالاس في الأقصر وكتراكت في أسوان والنيل هيلتون وشبرد, وهذه الفنادق تتبع الشركة القابضة للسياحة والسينما وهي إحدي شركات وزارة الاستثمار.
بالنسبة للتنمية السياحية وتخصيص الأراضي.. هل ستتبع القانون الموحد الجديد للتصرف في أراضي الدولة؟
الوزير: بالتأكيد وهو قانون رائع يتيح مقومات الشفافية في تخصيص الأراضي للمستثمرين الجادين والراغبين في العمل التنموي وهناك استثمارات عربية قادمة في السنوات المقبلة بشكل كبير منها مثلا أمير دولة قطر وله4 مشروعات عملاقة في مجال الاستثمار السياحي, منها إنشاء مدينة سياحية متكاملة في الغردقة منطقة شرم العرب, وهي28 مليون متر وسيتم ضخ مابين6 إلي8 مليارات دولار لانشاء هذه المدينة, بالإضافة إلي إيجاد نحو400 ألف فرصة عمل مباشر وغير مباشر.
وماذا عن المكاتب السياحية بالخارج؟
الحقيقة أن هذه المكاتب تقوم بعمل كبير في مجال جلب السائحين ونحن لدينا17 مكتبا في دول العالم ولها مردود بالغ الأهمية, بدليل الأرقام التي نحققها لأننا نعمل وفق منظومة واحدة, ولدي رغبة في فتح مكاتب جديدة في عدد من الدول العربية وفي أمريكا الجنوبية لأن هذه الأسواق لا يوجد بها مكاتب وهي أسواق مهمة ورئيسية بالنسبة لنا.
شكرا سيادة الوزير علي المصارحة والشفافية