خطبة بعنوان الحساب

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



ملخص الخطبة


1- معنى الحساب في
اللغة والاصطلاح. 2- أهوال يوم القيامة. 3- محكمة العدل والرحمة الإلهية في يوم القيامة: أ- العدل الملطق. ب- الشهود. ج- المتهم. د- المحكمة والمحاكمة. 4- إعداد المسلم نفسه لهذا الحساب.


الخطبة الأولى


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم
لله الواحد القهار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع
الحساب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][غافر:16].



يوم القيامة
يوم جليل خطبه، عظيم خطره، بل هو اليوم الذي ليس قبله مثله ولا بعده مثله، والكل
ظاهر ومكشوف فلا زيف ولا خداع ولا كذب ولا رتوش، وجاء في حديث ابن عمر رضي الله
عنهما: ((أنه تعالى يطوي السماوات والأرض بيده، ثم
يقول: أنا المالك، أنا الجبار، أنا المتكبر، أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ لمن
الملك اليوم، لمن الملك اليوم، لمن الملك اليوم، ثم يجيب نفسه لله الواحد القهار))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])،
وذلك هو يوم الحساب ويوم الجزاء.


فما الحساب؟
وما هي صفته؟ وعلى ماذا يحاسب الله تعالى العباد؟ وما موقف المسلم؟


الحساب
اصطلاحا: هو محكمة العدل الإلهية التي يقضي فيها رب العزة سبحانه بين خلقه وعباده
وينبغي أن تعلم أن يوم القيامة:


يوم يجمع
الله فيه الأولين، والآخرين للحساب: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم [الواقعة:50].
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه [آل
عمران:9].


يوم تتكشف فيه
الحقائق والأستار، فالكل مكشوف النفس والعمل والمصير: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية [الحاقة:18].



يوم يشيب من
هوله الوليد، وتذهل الأم الحنون عن طفلها، وتسقط فيه الحامل حملها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم
ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم
بسكارى ولكن عذاب الله شديد[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[الحج:2]. وللحديث: ((ذلك يوم يقول الله لآدم: أخرج بعث
النار، قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار
وواحد إلى الجنة)) فأنشأ المسلمون يبكون([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).


وأما صفة
الحساب: فلا بد لكل محكمة من حاكم يحكم ويقضي، وشهود يشهدون، ومتهم وأرض يقام
عليها الحكم.


1- أما
الحاكم: فهو الله جل جلاله، جبار الأرض والسماء، تباركت أسماؤه وعظمت صفاته الذي
يعلم السر وأخفى، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، الخالق لكل شيء سبحانه
وتعالى ويبدأ الأمر:


أ- بنفخ
إسرافيل في الصور بأمر الله سبحانه فتصعق الخلائق كلها وتموت: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض [سورة
الزمر:68].


ب- إحداث
تغير عام في الكون فتنشق السماء وتتناثر النجوم وتتصادم الكواكب وتتفتت الأرض: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال سيرت [التكوير:1-3].
كورت أي ظلمت، انكدرت: أي تناثرت، وسيرت: أي حركت وصارت كالهباء.


ج- ينفخ
إسرافيل في الصور بأمر الله سبحانه فتقوم الخلائق للحشر: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون [الزمر:68].



د- نزول عرش
الرحمن جل جلاله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وانشقت السماء فهي يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [الحاقة:16-17]،
أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة، وللحديث: ((أذن
لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش، ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه
مسيرة سبعمائة عام))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).


هـ- ثم يشرق
على الأرض نور الحق جل جلاله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وأشرقت الأرض بنور ربها [الزمر:69].
أي أضاءت يوم القيامة إذا تجلى الحق جل وعلا للخلائق لفصل القضاء([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



و- ثم مجي
الحق سبحانه مجيئا يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه الكبير المتعال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا [الفجر:21-22].



وأما صفة
حكمه جل جلاله سبحانه:


1- العدل
المطلق: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة:
807].


أ- فلا ظلم: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولا يظلم ربك أحدا [الكهف:49].



ب- ولا
أنساب:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون [المؤمنون:101].
أي لا تنفع الإنسان يومئذ قرابة ولا يرثي والد لولده يقول ابن مسعود [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:
((إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين ثم
نادى مناد: ألا من كان له مظلمة فليجئ ليأخذ حقه، قال: فيفرح المرء أن يكون له
الحق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان صغيرا))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).


ج- ولا رشوة
لتغير صورة الحكم، فالحاكم هو الغني المتعال والكل مفتقر إليه سبحانه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد [فاطر:15].



ح- ولا تهديد
ولا ضغوط: فالحاكم هو القوي سبحانه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن القوة لله جميعا [البقرة:165]،
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إن كل من في السماوات والأرض إلا ءاتي الرحمن عبدا [مريم
:93]. فالكل ضعيف وعبد.


2- الشهود:
وأما الشهود فهم كثير فلا مكان للإنكار والكذب والمراوغة


أ- وأعظمهم
شهادة هو الله سبحانه الله جل جلاله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم
ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][المجادلة:7].



ب- الرسل
عليهم الصلاة والسلام ويشهد للرسل سيدنا وحبيبنا رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]للحديث: ((يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل
بلغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من أحد.
فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، ثم أشهد لكم))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



ج- الملائكة:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من
قول إلا لديه رقيب عتيد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ق:17].
يقول الحسن البصري رحمه الله: (يا ابن آدم بسطت لك صحيفتك ووكل بك ملكان كريمان
أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك، فأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك، وأما الذي عن
شمالك فيحفظ سيئاتك فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في
عنقك معك في قبرك حتى تخرج يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا وقد عدل والله من جعلك
حسيب نفسك)([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).


د-
الجوارح: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق
كل شيء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][فصلت:21].
وعن أنس [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال: ((كنا عند النبي فضحك فقال: هل تدرون مم أضحك؟ قلنا: الله ورسوله أعلم
قال: من مخاطبة العبد ربه فيقول: يا رب ألم تجرني (تحفظني) من الظلم؟ يقول:
بلى، فيقول: إني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني، فيقول: كفى بنفسك اليوم
عليك شهيدا، والكرام الكاتبين شهودا، قال: فيختم على فيه ويقول لأركانه انطقي
فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول: بعداً لكنّ وسحقا فعنكنّ كنت
أناضل))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).


هـ- الأرض: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يومئذ تحدث أخبارها [الزلزلة:4].
قرأ رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]هذه الآية: يومئذ تحدث أخبارها قال: ((أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله
أعلم، قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمةٍ بما عمل على ظهرها أن تقول:
عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا فهذه أخبارها))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).


ز- التسجيل
الكامل كما ذكر بعض العلماء: لقوله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا
أعمالهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة:7-8].
وتعرض الأعمال عرضا حيا ناطقا، فسيرى المرء عمله وهو يباشره ويا للفضيحة([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



اللهم إنا
نسألك ستر الدارين، اللهم إنا نعوذ بك من خزي الدنيا والآخرة، يا رب العالمين.


3- المتهم:
هو الإنسان الذي خلقه الله بيده، وأسجد له الملائكة، وكرّمه على كثير ممن خلق، سخر
الكون له، وأرسل له الرسل، وأنزل له الكتب، وجعل له واعظا من عند نفسه بالفطرة
التي فطر الله الناس عليها على معرفته سبحانه وحذره من الشيطان وطاعته ثم يستقبل
الإنسان ذلك كله بالسخرية: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به
يستهزئون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[يس:30]. ويجعل من الشيطان ربا يعبده من دون الله: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد أضل منكم جبلا (أي خلفا) كثيرا
أفلم تكونوا تعقلون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][يس
:60-62]. ويمر بآيات الله الدالة عليه سبحانه معرضا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها
معرضون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [يوسف:105].
يمن الله عليه بالنعم فيزداد طغيانا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى [الأعلى:6-7].
الإنسان الذي إذا أحاطت به الخطوب تذكر ربه وإذا كان في نعمة غفل وكفر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم
إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][النحل:53–54].



4- وأما أرض
المحكمة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد
القهار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[إبراهيم:48]. وللحديث: ((يحشر الناس يوم القيامة على
أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
وللحديث: ((أرض بيضاء لم يسفك عليها دم، ولم يعمل عليها
خطيئة))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



فهي أرض أخرى
غير أرضنا لم تطأها قدم من قبل، ولم تعمل عليها خطيئة، ولم يسفك عليها دم، أرض طاهرة
من ذنوب بني آدم وظلمهم، طهر يتناسب وطهر القضاء. وأما على ماذا يحاسب الله تعالى
العباد: فاعلم أن الحساب سوف يكون:


مشافهة: فكل
عبد يعرض على ربه، ويتولى سبحانه حسابه بنفسه للحديث: ((ما
منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه
فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، ثم ينظر بين
يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمره))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



والحساب إما
أن يكون يسيرا: وذلك بأن يعرض على العبد عمله بحيث لا يطلع عليها أحد ثم يعفو عنه
ويأمر به إلى الجنة للحديث: ((يدنو أحدكم من ربه حتى
يضع كنفه عليه (أي يستره ولا يفضحه) فيقول:
أعملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: أعملت كذا وكذا فيقول: نعم، فيقرره ثم يقول:
إني سترت عليك في الدنيا وإني أغفرها لك اليوم، ثم يعطى صحيفة حسناته))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



وأما أن يكون
الحساب عسيرا وذلك لمن كثرت معاصيه فذلك الذي يناقش الحساب ويسأل عن كل صغيرة
وكبيرة للحديث: ((ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك،
فقالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله أليس قد قال الله : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا؟ فقال رسول الله : إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
والمراد بالمناقشة الاستقصاء في المحاسبة والمطالبة بالجليل والحقير وترك
المسامحة.


والحساب
يتناول كل شيء:


العمر والمال
والجسم والعلم للحديث: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة
حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه
وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



عن النعم
وشكرها: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ثم لتسألن يومئذ عن النعيم [التكاثر:8].
قال مجاهد: عن كل لذة من لذات الدنيا([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وللحديث: ((إن أول ما يسأل عنه العبد من النعيم أن
يقال: له ألم نصح لك بدنك، ونروك من الماء البارد))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



3- عن الحواس
واستعمالها: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا [الإسراء:36].



قال ابن
عباس: يسأل الله العباد فيما استعملوها وهو أعلم بذلك منهم([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



4- عن
الفرائض من صلاة وزكاة: للحديث: ((إن أول ما افترض الله
على الناس من دينهم الصلاة وآخر ما يبقى الصلاة، وأول ما يحاسب به الصلاة ويقول
الله: انظروا في صلاة عبدي، قال: فإن كانت تامة كتب تامة، وإن كانت ناقصة يقول:
انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فإن وجد له تطوع تمت الفريضة من التطوع، ثم قال: انظروا:
هل زكاته تامة؟ فإن كانت تامة كتبت تامة، وإن كانت ناقصة قال: انظروا هل له صدقة
فإن كانت له صدقة تمت له زكاته))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



5- عن الدماء
والقتل: للحديث: ((أول ما يقضى بين بالناس يوم القيامة
في الدماء))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط])
وللحديث: ((كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل
يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمدا))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



6- السؤال عن
المسؤولية والأمانة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وقفوهم إنهم مسؤولون [الصافات:24].
للحديث: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والأمير راع
على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



7- عن
الكلمة: للحديث: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين
فيها يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وللحديث: ((وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).




و ما من كاتب إلا ستبقى
كتابتـه
وإن فنيـت يداه



فلا تكتب بكفك غير شيء
يسرك
في القيامة أن تراه


8- عن الحقوق
والمظالم للحديث: ((يقول الله تعالى: أنا الديان، أنا
الملك لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى
أقصه منه حتى اللطمة))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



وأما موقف
المسلم من الحساب:


1/ حاسب نفسك
قبل أن تحاسب: يقول عمر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



2/ تحلل من
الحقوق: للحديث: ((من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحللن
منها اليوم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه دينار ولا درهم))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



يقول أحد
السف: رحم الله من إذا مات ماتت معه ذنوبه.


3/ لا تفسد
عملك الصالح بالمظالم: للحديث: ((المفلس من أمتي من
يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا،
وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته، قبل
أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



4/ أمح
السيئة بالحسنة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن الحسنات يذهبن السيئات [هود:114]،
وللحديث: ((اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة
تمحها، وخالق الناس بخلق حسن))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
وللحديث: ((إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



5/ استشعار
رقابة الله عليك: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ألم يعلم بأن الله يرى [العلق:14].
((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك))([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).



6/ استحضار
أهوال الآخرة والتفكر فيها: يقول الإمام الغزالي رحمه الله: ثم تفكر يا مسكين بعد
هذه الأحوال فيما يتوجه عليك من السؤال شفاها من غير ترجمان فتسأل عن القليل
والكثير والنقير والقطمير فبينما أنت في كرب القيامة وعرقها وشدة عظائمها إذ نزلت
ملائكة من أرجاء السماء بأجسام عظام وأشخاص ضخام غلاظ شداد أمروا أن يأخذوا بنواصي
المجرمين إلى موقف العرض على الجبار.


ثم تقبل
الملائكة فينادون واحدا يا فلان بن فلان هلم إلى الموقف، وعند ذلك ترتعد الفرائص
وتضطرب الجوارح وتبهت العقول ويتمنى أقوام أن يذهب بهم إلى النار ولا تعرض قبائح
أعمالهم على الجبار، فتوهم نفسك يا مسكين وقد أخذت الملائكة بعضديك وأنت واقف بين
يدي الله تعالى يسألك شفاها فكيف ترى حياءك وخجلتك وهو يعد عليك إنعامه ومعاصيك
وأياديه ومساويك، فليت شعري بأي قدم تقف بين يديه وبأي لسان تجيب وبأي قلب تعقل
وما تقول؟([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).