السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
كثيرة
هي المواقف التي تمر علينا في هذه الحياة بعضها قد يدخل السرور والفرحة
إلى قلوبنا وبعضها الآخر قد يبث فيها الهموم والاحزان فتدفع بنا إلى أن نقف
مع أنفسنا وقفة تذكر واسترجاع لكل أفعالنا ومواقفنا مع الآخرين كيف كانت
أتراها جيدة ظ أم أنها خلفت أثرا سيئا انعكس بشكل سلبي على مجرى الأمور
بيننا وبينهم.. من هنا راودتني فكرة تسطير هذه الكلمات لاستخلص من خلالها
بعض الصفات النبيلة التي قد يغفل عنها كثير من الناس ويتناسون أهميتها في
إصلاح الأمور وقيمتها العظيمة في تحسين العلاقات ونشر المحبة والإخاء
بينهم..
فكم من اذى سببناه للآخرين وبمرور الوقت ادركنا الخطا الكبير
الذي ارتكبناه في حقهم فنشعر إزاءه بتأنيب الضمير ونفتقد للراحة والسلام
الذين لن نحصل عليهما إلا بطلب العفو ..
وكم من كلمة جارحة خرجت بقصد أو
بدونه من أفواهنا فكانت سببا في قطع العلاقات وانتشار الضغينة في
القلوب..وكم من وقت نشعر فيه بأن هناك من هو في امس الحاجة لدعمنا
ومساعدتنا ولكننا لا نحرك ساكنا مع أنه باستطاعتنا فعل ذلك.
فلماذا لا نسعى جاهدين إلى تغيير أنفسنا ومحاولة اتباع ما امرنا به الله عز وجل ورسوله بالتحلي بمبادئ الاخلاق الكريمة .؟
لماذا
لا نعفو ونسامح ونحن نعلم أثره العميق الذي يخلفه في النفوس ؟ ونعي قيمته
العظيمة في نشر المحبة والمودة بين الناس بدل الكراهية والحقد اللذين لا
يجني من ورائهما الإنسان سوى الدموع والاحزان..فكلما عفا الإنسان وصفح ينال
رضا الله ومحبته واحترام الناس له مصداقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام
: "ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلاّ عزاً.
ولماذا لا نعود انفسنا على
التلفظ بالكلمة الطيبة خصوصا وإن كانت نابعة من قلب صادق محب لتصل إلى آذان
سامعيها فيشعرون معها بالسكينة والهدوء يسريان في أعماقهم ويحسون بان هناك
من يساندهم ويقف إلى جانبهم رغم أن كلماتهم قد لا تغير شيئا من حالهم في
بعض الاحيان لكنها قد تفرح قلوبهم الحزينة وتمدهم بالشجاعة والقوة للمضي
قدما..
فهذه السطور ما هي إلا مجرد تلخيص بسيط لمجموعة من الخصال
الرائعة التي لو اجتمعت معظمها او بعض منها فستمنح صاحبها احتراما كبيرا
لنفسه أولا ثم احترام الآخرين له وعظم مكانته في نفوسهم..كيف لا إن كان
يملك روحا طيبة تحب فعل الخير وتهب افضل ما عندها لغيرها حتى وإن كانت في
امس الحاجة إليه مادام ما ستهبه سيدخل الفرحة إلى القلوب..