أنا زعيم ببيت في ربض
الجنة لمن
روى البيهقي في كتاب الآداب ان
رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: :
((أنا زعيم ببيت في ربض الجنة
لمن ترك المراء وان كان محقا .......وببيت في وسط الجنة لمن
ترك الكذب وان كان مازحا ..........وببيت
في اعلى الجنة لمن حَسُن خُلقه )).
شرح الحديث
:
الرسول صلى الله عليه وسلم زعيم
اي ضامن ببيت في ربض الجنة اي في اطرافها لمن ترك
المراء وان كان محقا والمراء هو
الجدل الذي لا يعود لمصلحة في الدين لا الى إحقاق الحق ولا
الى إبطال الباطل انما هو مجرد
مجادلة فمن ترك هذا فإن الرسول صلى الله عليه وسلم اخبر انه
ضامن له ان يعطيه الله بيت في
ربض الجنة اي اطرافها جزاء له على تركه المراء وفضلا من الله
تبارك وتعالى ،
والمساحة الصغيرة في الجنة في
اطرافها او في وسطها او في اعلاها خير من الدنيا وما فيها !
فكيف أجمع بين هذا الحديث وبين
أنه على المؤمن أن يكون قوياً في الحق ولا يخشى في الله
لومة لائم وأن يبين الحق للآخر
ويوضحه له ...
ومتى يكون هذا السكوت الموضح في
الحديث والموعود عليه بالأجر ؟؟؟
صاحب الحق مُطالَب ببيانه
وإظهاره والمناقشة والمحاورة فية ، وهذا هو الجدال المحمود كما في
قوله تعالى ( وجادلهم بالتي هي
أحسن ) فإن كان بين المتحاورين محاورة بالحسنى دون وجود
الخصومة والشحناء والشقاق وهذا
الجدال قد ينتج منه إظهار للحق وقبوله فهو الجدال المحمود
أما إن كان نتاج هذا الجدال
نزاع وشقاق دون قبول للحق فهذا هو الجدال المذموم الذي وعد
النبي (صلى الله عليه وسلم ) صاحب
الحق بالأجر على تركه إذ لا فائدة مرجوة منه إلا النزاع
والشقاق . والله أعلم
.
قال وببيت فى وسط الجنة لمن ترك
الكذب وان كان مازحا اي ان الرسول صلى الله عليه وسلم
كافل وضامن لمن ترك الكذب ببيت
في وسط الجنة وان كان مازحا لأن الكذب لا يصلح لا في الجد
ولا في المزح والبيت الذي يكون
وسط الجنة افضل من البيت الذي في اطرافها
...............
وببيت في أعلى الجنة لمن حسن
خُلُقه )) وحسن الخلق هو أن يحسن للناس فيبذل معروفه
مع الناس الذين يعرفون له
معروفه والذين لا يعرفون له لايجعل معروفه خاصا بالذين يعاملونه
بالمثل فيعم بخيره من يعرف له و
من لا يعرف
وهذا الأمر يكون أوكد للأرحام
فيصل رحمه التي تصله ورحمه التي تقطعه ولايقول رحمي هذا لا
يصلني انا لن أزوره ولا يقول
رحمي هذا لا يحسن إلي من حيث المال والعطاء فأنا لا أحسن إليه
بل يحسن لرحمه اي القرابة التي
تحسن إليه والقرابة التي لا تحسن إليه وهذا جزء من حسن الخلق .
لأن حسن الخلق يشتمل على ثلاثة
امور :
الأمر الأول: أن يبذل معروفه اي
إحسانه لمن يعمل معه بالمثل
ومن لا يعمل معه بالمثل هذا هو
الذي له الفضل عند الله أن يعطيه بيتا بأعلى الجنة .
والأمر الثاني : أن يتحمل أذى
الناس وأن يصبر على أذاهم.
والأمر الثالث : هو أن يكف أذاه
عن الناس ولا يؤذيهم .
وهذه الخصال كلها كانت موجودة
في أنبياء الله تبارك وتعالى الذين كانوا قدوة للناس
فنسأل الله تعالى حسن الاقتداء
بهم.
أسأل الله عز وجل أن يجعلنى وإياكم ممن يتركون المراء ولو كانوا محقين ، فنحن
فى أمس
الحاجة لهذا الحديث الان فى ظل
ما تمر به الامة الاسلامية كلها من جدل وتشتت وفرقة ،
اللهم ردنا والمسلمين الى دينك
ردا جميلا ووفقنا يا مولانا لما تحب وترضى ، اللهم أرنا الحق حقا
وارزقنا اتباعه وارنا الباطل
باطل وارزقنا اجتنابه ، اللهخم ردنا وأمة حبيبك محمد إلى دينك ردا
جميلا، اللهم ما كان من توفيقٍ
او احسان فمنك وحدك لا شريك لك ،وما كان من خطأٍ ونسيان
فمنى ومن الشيطان ، واعوذ بالله
ان اكون جسرا تعبرون عليه الى الجنة ويلقى به فى جنهم ثم
اعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه
وصلى اللهم وسلم وبارك على خاتم الانبياء والمرسلين المبعوث
رحمة للعالمين ، سيدنا ونبينا
محمد وعلى آله وصحبه اجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.