رياضات الفروسية اليوم مجالاتها متعددة، ومن أشهرها رياضة قفز الحواجز. أما بقية الرياضات فكثيرة جدا ومتنوعة. والناظر إلى هذه الرياضات من الخارج، يظن أنها مختلفة عن بعضها كل الاختلاف، وقد يكون هذا صحيحا من ناحية المسابقات الرياضية وشروط كل مسابقة وقواعدها وهكذا. ولكن يوجد رابط مشترك بينها جميعا يعلمه كل من مارس أي رياضة من رياضات الفروسية، ألا وهو أساسيات ومباديء الركوب.
فكل من مارس رياضة من رياضات الفروسية، يعلم أنه توجد مجموعة من الأسس والمباديء للركوب بصفة عامة، لابد وأن يتعلمها الفارس قبل أن يتعلم خصوصيات الرياضة التي يمارسها. وتشتهر هذه المباديء والأسس باسم أساسيات ومباديء ركوب الخيل، وهذا الاسم يعلمه كل من يمارس أي رياضة من رياضات الفروسية.
ولكن ما لا يعلمه الكثيرون، أن هذه المباديء والأساسيات هي جزء من علم وفن وصناعة أسمها فن ركوب الخيل. وقد يسميها البعض الترويض أو الدريساج. ولكني أحب أن أسميها باسم فن ركوب الخيل لأن هذا هو الاسم الحقيقي لهذا العلم أو الفن، أما الترويض والدريساج وغيرها من الأسماء يرتبط في أذهان الكثيرين بممارسة رياضة الدريساج بعينها بقواعدها التحكيمية والتنافسية.
وما لا يعلمه الكثيرون أيضا أن رياضة الدريساج هي التطبيق العملي لفن ركوب الخيل، أي أن رياضة الدريساج ليست نوعا مستقلا من الرياضات مثل قفز الحواجز مثلا، بل هي تطبيق عملي لفن ركوب الخيل.
أما فن ركوب الخيل كما قلنا، فهو علم وفن له قواعد وأسس، وما يطلق عليه اسم مباديء وأساسيات الركوب هو جزء قليل من هذا الفن. وما لا يعلمه الكثيرون أيضا أن هذه المباديء القليلة وحدها لا تكفي للتميز في أي رياضة من رياضات الفروسية.
وإتقان هذا العلم والفن في حد ذاته هو تميز فعلي، بغض النظر عن أي رياضة أخرى، فهذا العلم هو الركوب الحقيقي للخيل، ويكفي وحده لمن يتقنه أن يملأ كل حياته فيما يتعلق بالركوب.
ومن خلال موقعنا، سنلقي الضوء بإذن الله على هذا الفن وأصوله ومعناه وخطواته ومبادئه الأصيلة، التي تميز ونبغ فيها العرب قديما من لدن أبيهم إسماعيل الذي هو أول من ركب الخيل، بتعليم مباشر من الله عز وجل له، إذ لم يركب الخيل قبله بشر.
Bookmark and Share